الحطاب الفقير…….
……قصة من الخيال…..
................................
كان يامكان في قديم الزمان وسالف العصروالأوان. كان هناك رجلا فقيرا عائلته مكونه من إحدى عشرة نفرا .جدار بيته من القش وسقفه من أعواد الأشجار. فراشهم كانت قاسية من الخشب .وأغطيتهم من أكياس الخيش الخشن .وملابسهم تنسج بخيوط من الصوف. وأحذيتهم قد أكل منها الزمن.
وطعامهم فتات من صيد طير. أو من صنع خبز من الحنطة والشعير .أو ما زادا من بقايا الثمار. كان الرجل يمتلك معزتين من المواشي وحمار. ليقوم ببعض العمل. كان يستيقظ مع إشراقة الصباح يركب حماره ويذهب إلى الغابه المليئة بالاشجار والوحوش واللصوص وقطاع الطرقات. كانت تبعد عن بيته كثير من المسافات .وحين وصوله لتلك الغابات ينزل عن حماره ويستريح قليلا من مشقة الطريق وبعدها. يمسك فأسه ويشمر عن ساعديه ويقول يا الله توكلت على الله
وعلى الله التيسير .ويبدأ بتقطيع الأشجار ثم يقوم بتحميلها على حماره بعد أن يقطعها لأجزاء .ومن ثم يذهب يجتاز البوادي والقرى وبطوي والمسافات لبيع ما تم جمعه بأرخص الأثمان. يشكر الله. ويذهب ليتبضع ما تيسرمن الطعام والشراب. ويحاول أن يشتري بما تيسر له من بعض الأغراض ثم يذهب الى بيته بعد عناء النهار .ويجلس مع عائلته ويلاعب الأطفال الصغار .ويحاول أن يسعد زوجته ويداعبها ببعض الكلمات . يرتاح قليلا ثم يقوم بعمله المعتاد يتفقد المعزتين ويعد اللبن والجبن بقدر ما تدر اضرعها من الحليب. كان يحيا عمره على هذا النظام .وفي يوم من الايام. ذهب الرجل كعادته ليجمع الحطب من إحدى الغابات. فرأى من بعيد شيء غريب وعجيب. لم يتوقع ما رآه. وجد وجه فتاة مثل البدر .ترتدي ملابس الأمراء وعلى قدمها خلخال من ذهب غالي الثمن . وجدها على الأرض ملقاة. أصابها الإغماء. فتعجب الرجل وقال في نفسه. ما الذي اتى بهذه الفتاة لتلك الغابه البعيدة الغبراء. وكان يجول في خاطره ما تحمل في جعبتها من الأسرار .فقام الرجل الحطاب بوضع بعض الماء على وجهها الحسن. يحاول أن يوقظها .يحاول بكل عناء أن يعيدها للحياة .و إستيقظت الفتاة بعد عناء. فحمد وشكر الله على السراء والضراء. حاول أن يجعلها تقف على رجليها .ولكنها لم تستطيع النهوض ولا حتى الكلام .فحملها ووضعها على ظهر الحمار. وأخذها إلى بيته .وكانت تأتيه و تأخذه الافكار. وحاول الحطاب وزوجته العناية بتلك الفتاة .ويحاولون أن يحضرو لها كل ما تحتاج. يحاولو أن يخففو عنها وطأة ما تحمله من صمت ومن ألم من قدرتها على الكلام. وبدأ يعود للفتاة بعض من قوة جسدها . وبدأ يظهر عليها علامات التحسن .ويوم بعد تتقدم صحتها إلى الأمام .حتى عادة بينهم تشعر بالأمان .ولكنها لم تستطيع التحدث وتقول هي أين مسكنها ومن أهلها ومن أين أتت وما الذي جاء بها لهذه الغابات. كانت لطيفة صماء وبدأ جميع من يسكن ذلك المسكن البسيط يسعى لإرضائها. إعتبرها الحطاب في ذلك الحين من أهل بيته. وأصبحت الأخت الأخرى للأولاد. كانوا يحولون إسعادها بكل الطرق لينسوها ألم الغربه والبعاد. ولازال الحطاب يمارس عمله كالمعتاد .وفي يوم مرض أحد أبناء الحطاب مرض شديد. وكان الأب حينها لا يملك مال للعلاج والدواء .وكان علاجه بحاجة لكثير من المال. مما جعل الأب أن يقف عاجز في حيرة. يحدث نفسه وحزن يملئ قلبه والدموع تغرق وسادته. كان يرى إبنه مريض وهو عاجز على أن يقدم له شيء. حاولت زوجته أن تخفف ما يحمل الأب من ألم ومعانات ومن عجزه عن إحضار الطبيب أو الدواء .كلمته على إنفراد وبدأت تقدم له بعض الإقتراحات .وقالت له لاتحزن فأن الحل موجود لتوفير النقود لعلاج ولدنا المريض. فتعجب الحطاب من الكلام قال لها كيف .ومن أين سنحضر المال .قالت له نبيع خلخال الفتاة .ونقدم ثمنه لطفلنا لعلاجه. ونستطيع أن نحتفظ بباقي المال نصرفه على إبنتنا الغريبه . وباقي الأبناء .إستغرب الرجل من كلام زوجته .وردا عليها بغضب وامتعاض. قال أهكذا تفكرين يا إمرأة. هل تريدين أن أتصرف بشيء ليس ملك لنا. وطالبها الرحيل من أمام وجهه. قالت له ولكن إبنك يموت. أتنتظر وإبنك يفارق الحياة .
وبأيدينا مال لعلاجه. فردعليها بعد أن رأى دمعها يسيل على خدها حزننا على إبنها قائلا بهدوء .حسبنا الله ونعم الوكيل. وأن الذي خلقنا وخلق الطفل وخلق كل شيء في الوجود. هوالذي يتكفل بشفائه. وبعد أيام من الألم والعذاب .ذهب الحطاب يبيع ما تم قطعه من الأخشاب. وقد مال ظهره من الحزن الذي بدأ يأكل من جسمه . وبينما هو في السوق سمع حديث يدور بين الناس عن فتاه خرساء .و أنها لأب ثري يملك من الذهب والفضة والمال الكثير. حاول الحطاب أن يجمع بعض من أطراف الحديث .ودخل معهم في الحديث بعد أن القى عليهم السلام .وبدأ يسأل من يتكملون عن أوصاف الفتاة ومن هو والدها وأين مسكنها .تعجب الجميع من السؤال وإصراه على معرفة كثير من المعلومات .ولما هذا الإهتمام. فسأله أحد الرجال .لماذا تسأل .هل أنت تعرف أين الفتاة. وهل رأيتها من قبل .أو تعرف أين هي .أو في أي مكان .فرد عليهم قائلا. لا لا.ولكن حديثكم هذا أحزنني .وبدأ يقوم بالدعاء أن يجمع الأب مع إبنته ويفرح قلوبهم. وقد إستدل من الحديث على والد الفتاة. وأين يسكن وفي أي مدينة هو . أي قصرهو له .تابع الحطاب عمله . وكأن شيء لم يكن .لكي لا ينتبه عليه أحد .أنهي الحطاب عمله .وذهب إلى المدينه التي يقيم فيها والد الفتاة. بعد أن استدل من كثير من الناس وصل المكان. فرأى قصرا يحيط به الحراس .تقدم الحطاب من أحد الحراس وكلمه .وطلب مقابلة صاحب القصر. أجابه الحارس لما تريد مقابلته .فاخبره أريد أن أخبره عن الفتاة التي يبحث عنها .وارجوا أن يكون حديثي معه مباشره .بلا أي وسيط . فذهب الحارس إلى صاحب القصر. وأخبره ما دار من حديث بينه وبين الحطاب. فطلب والد الفتاة من الحارس مقابلة الحطاب. لإخباره عن مكان وحال الفتاة. فقدم الحطاب إلى والد الفتاة. قال له الرجل الثرى أخبرني من انت. وما تحمل من أخبار. فقص عليه الحطاب بعض من النقاط .وكيف رأى الفتاة .وكيف يعيش بكفاف وفقر .وما يعاني من معاناة. فتألم الرجل الثري على حال الحطاب. و قال الرجل الثري .أخبرني أكثر عن الفتاة .فبدأ يقص له من يوم ما وجد فيه الفتاه الى حين به تم اللقاء. فطلب الرجل الثري من الحراس إحضار عربة. فركب العربه هو والحطاب .وذهبا للقاء تلك الفتاة. وصلوا البيت بعد أن قطعوا كثير من المسافات وتعرج الطرقات. تعجب الرجل الثري من عيشة ذلك الرجل الحطاب هو وعائلته .وأدمعت عيناه مما رآه. أحضر الحطاب تلك الفتاة. وقام الرجل الثري بضم إبنته بعد طول غياب .وضمها الى صدره وبدأ يبكي من شدة فرحه. وبعدها طلب من الحرس ان يقدمو للحطاب ما يلزم أسرته من المال .وأمرهم أن يقيمو له بيتا في المدينه. وأن يقدموا لطفل الحطاب العلاج والدواء. وهكذا إنتهت قصتي .بأن الرجل الفقير .أصبح ثريا .
وهذه مفارقات الحياة فسبحان الله مغير الأحوال .
أرجو أن تنال إعجابكم.
......
قصة من الخيال
تأليف/ وبقلم
شريف عبدالوهاب العسيلي
فلسطين
أعجبني
أعجبني
أحببته
هاهاها
واااو
أحزنني
أغضبني
تعليق